نفسية المراهق تتسم بالحساسية الشديدة نتيجة التحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة والتي تؤثر تأثيرًا قويًا على الصورة الذاتية للمراهق والمزاج العام والعلاقات الاجتماعية داخل وخارج السلطة..
وبالتالي فهو عرضة للاكتئاب والإحباط والرفض والتمرد لأي توجيه أو نصح أو نقد من قبل المحيطين، لذا فإن عملية نقد المراهق عملية دقيقة تحتاج لبعض المهارات من المربي أو المتعامل مع المراهق
ولكن هل يعني هذا أن نثني على المراهق في كل أفعاله دون نقد أو لوم، لا ولكن هناك محددات معينة لعملية نقد المراهق نجملها فيما يلي:
- التعريض وليس التصريح، فقد أتى ثلاثة إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسألوا عن عبادته فكأنهم تقالُّوها، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم فلا أفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) ثم قال: (ولكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه].
- الستر وعدم الفضح وتجنب الحديث عنه بالسوء أمام الناس خاصة وأن المراهق يتسم بالحساسية الشديدة وقد يصاب بالاكتئاب والنفور وكراهية الأسرة
- تجنب استخدام الكلمات الجارحة أو الدعاء عليه، ومناقشة مشكلاته مهما عظمت بنقل تصور الخطأ إلى نفسه، ولنتذكر أن رجلًا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلمس فقال: يارسول الله ائذن لي في الزنا فزجره الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترضاه لأمك؟ قال: لا يا رسول الله جعلني الله فداك، ومن يرضاه لأمه؟ قال صلى الله عليه وسلم: وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم».
أترضاه لزوجتك؟ أترضاه لخالتك؟ أترضاه لعمتك؟ وفي كل مرة يقول الشاب: لا يارسول جعلني الله فداك ومن يرضاه لأخته ومن يرضاه لزوجته ومن يرضاه لخالته وعمته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له وكذلك الناس لا يرضونه ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدر هذا الغلام فقال: اللهم طهر قلبه واغفر نبه وحصن فرجه يقول الشاب فما عاد شيء إلى أكره من الزنا [رواه أحمد عن أبي أمامة].
- تبشيع الخطأ في نفسه وهذا أسلوب نبوي رائع في تقويم الأخطاء لدى الشباب والمراهقين، فبدلًا من ذكر العقوبة وعظم الجزاء مع الترهيب يستخدم أسلوب تبشيع الخطأ في نفس الشاب وإشعاره أنه لو كان الضحية أو المجني عليه لشعر بالأذى ويمكننا أن نستخدم هذا الأسلوب في تقويم سلوكيات الأبناء..
- احترامه مهما ارتكب من أخطاء ونقد سلوكه لا نقده بذاته فلا نقول يا غبي يا سيء الخلق ولكن نقول هذا فعل خاطئ لا يحق لك أن ترتكبه..
- ابنك ليس أنت فلا تحاول بقوة أن يكون شبيهًا لك أو صورة منك فهو لزمان غير زمانك ولكن حاول أن نتفقه اللغة التي يفهمها ويستوعبها..
الكاتب: أ. شروق محمد
المصدر: موقع فريق النجاح